الاثنين, 14 أكتوبر, 2024

تأثير اتفاقية التجارة بالعملة المحلية بين الهند والإمارات على الوافدين الهنود

اتفقت الهند والإمارات العربية المتحدة على التجارة باستخدام عملاتهما المحلية وتعزيز شبكات الدفع المحلية، وهي خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على نظام سويفت القائم على الدولار الأمريكي. قد يكون هذا القرار جزء من رد فعل على الهيمنة الغربية المتصورة في المعاملات المالية والمخاوف بشأن العقوبات، التي حفزتها العقوبات المفروضة على روسيا. ليس من المتوقع أن يؤثر التغيير على المغتربين الهنود في الإمارات الذين يقومون بتحويل الأموال إلى الهند.


في الأشهر الأخيرة، أبرمت عدة دول اتفاقيات للتحول من الدولار الأمريكي وإجراء التجارة باستخدام عملاتها المحلية. تم إبرام إحدى هذه الاتفاقيات المهمة بين الهند والإمارات العربية المتحدة، بهدف تعزيز تجارة العملة المحلية وشبكات الدفع المحلية. يلقي الدكتور إبراهيم كرساني، المستشار الاقتصادي لمركز دبي للسياسات العامة (بحوث)، الضوء على تداعيات هذه الاتفاقية على المغتربين الهنود وتأثيرها المحتمل على حياتهم وعائلاتهم في الهند.

كيف تحكم نظام "سويفت" بالتحويلات المالية العالمية وما هو تأثير الوضع غير المدعوم بالذهب للدولار الأمريكي على هذه المعاملات؟
تلعب جمعية المعاملات المالية بين البنوك العالمية سويفت (SWIFT) دوراً مركزياً في إدارة التحويلات المالية العالمية. يقع مقر سويفت في بروكسل، بلجيكا، وتشرف عليه البنوك المركزية مجموعة العشرة والبنك المركزي الأوروبي، مع البنك الوطني البلجيكي كمشرف رئيسي. اليوم، تضم سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة، وتتعامل مع ما يقرب من 38 مليون معاملة مشفرة يومياً.
تاريخياً، أجريت معظم المعاملات بين البنوك بالدولار الأمريكي، حيث تعتبر العملة الأبرز والأكثر قوة في العالم. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه منذ عام 1971، لم يتم دعم الدولار الأمريكي بالذهب، مما أدى إلى مخاوف بشأن إصداره غير المحدود.


كيف دفعت العقوبات الغربية على روسيا دول البريكس إلى استكشاف العملات المحلية كبديل لنظام سويفت؟
دفع الوضع الجيوسياسي، ولا سيما الحرب الأوكرانية الروسية، الغرب والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على روسيا، مما أدى إلى البحث عن بدائل لتجاوز هذه القيود. رداً على ذلك، بدأت روسيا والصين ودول البريكس الأخرى في استكشاف طرق لإجراء التجارة الدولية بعملاتها المحلية، مما قلل من اعتمادها على نظام "سويفت" الذي يهيمن عليه الغرب.

سؤال: كيف أثر التداول في العملات المحلية على جهود دول البريكس لإيجاد بديل لنظام سويفت وتحدي الهيمنة الغربية؟

إن مفهوم التعامل بالعملات المحلية ليس جديداً، حيث أجرت الإمارات العربية المتحدة التجارة مع الصين باليوان والدرهم لأكثر من عقدين. حتى مع الهند، كانت هناك حالات تم فيها دفع إمدادات النفط بالدرهم الإماراتي. سمح هذا النهج لروسيا بالدفع بشكل غير مباشر بالدولار الأمريكي بسبب ارتباط الدرهم بالدولار الأمريكي.
يتمثل هدف دول البريكس في إنشاء نظام معاملات بين البنوك بديل في تجنب إساءة الاستخدام المحتملة ل"سويف" لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الدول الأخرى. تتماشى هذه المبادرة مع رؤيتهم لتقليص هيمنة القوى الغربية.

هل تؤثر اتفاقية تجارة العملة المحلية بين الهند والإمارات العربية المتحدة على المعاملات المالية وتحويلات المغتربين الهنود؟

ليس من المتوقع أن تؤثر اتفاقية التجارة بالعملة المحلية بين الهند والإمارات العربية المتحدة بشكل كبير على المعاملات المالية للمغتربين الهنود وتحويلاتهم المالية إلى الهند. سيستمر العمل كالمعتاد، ويمكن للمغتربين الاستمرار في تحويل الأموال والمدخرات دون أي تغيير في قيمة العملة أو توقيت التحويل.

في الختام، كيف تؤثر اتفاقية تجارة العملة المحلية بين الهند والإمارات على المغتربين والأنظمة المالية العالمية؟
يمثل التحول نحو تجارة العملة المحلية وتعزيز شبكات الدفع المحلية بين الهند والإمارات العربية المتحدة خطوة استراتيجية للتنويع من الاعتماد على الدولار الأمريكي ونظام "سويفت". مع اكتساب هذه المبادرة للزخم، لا يجب على المغتربين الهنود القلق بشأن أي اضطرابات في معاملاتهم المالية أو تحويلاتهم المالية. تهدف الاتفاقية إلى تسهيل تحويل الأموال بسلاسة، مما يوفر للمغتربين سهولة واستقرار في إدارة شؤونهم المالية.

د. ابراهيم كرسني
الدكتور إبراهيم كرسني - مستشار اقتصادي في مركز دبي لأبحاث السياسة العامة (بحوث)

مقابلة أجرتها آشا ناير
 

د.إبراهيم كرسني

د.إبراهيم كرسني

مستشار إقتصادي

المزيد

مجالات الخبرة

  • السياسة العامة
  • قضايا التنمية
  • التخطيط الاقتصادي
  • القدرة التنافسية

تعليم

دكتوراه في الاقتصاد

السيرة الذاتية

تخرج الدكتور إبراهيم كرسني من جامعة الخرطوم حيث حصل على بكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف ومن ثم الدكتوراه في التنمية الاقتصادية من جامعة ليدز، بإنجلترا. وقد اكتسب خبرة بحثية واسعة في مختلف مجالات الدراسة بدءا من دراسات التنمية والتخطيط الاقتصادي ومشاكل التخلف الاقتصادي إلى إدارة الجودة الشاملة والقدرة التنافسية للدول.

تمتد خبرة الدكتور كرسني العملية على مدى أربعة عقود وتتراوح بين التدريس الجامعي، سواء على المستوى الجامعي أو على مستوى الدراسات العليا، والعمل في المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والحكومات، على سبيل المثال، عمل مستشارا لوزارة الاقتصاد في مسقط بسلطنة عمان ومستشار التنمية الاقتصادية في الدائرة الاقتصادية بدبي، وكذلك في القطاع الخاص مع مركز دبي لبحوث السياسات العامة.

وقد كان أستاذ زائر وباحث في المؤسسات الأكاديمية ذات السمعة الطيبة؛ ومن أبرزها جامعة بيرغن، بالنرويج، والمعهد الاسكندنافي للدراسات الأفريقية، في أوبسالا، بالسويد، وأكاديمية العلوم الهنغارية، بودابست، المجر. كما نشر عددا من الدراسات في المجلات العلمية المتخصصة، وعمل في مجالس تحرير المجلات الأكاديمية في السودان والخارج؛ على سبيل المثال، مجلة استعراض الاقتصاد السياسي الأفريقي، التي تنشر في انكلترا. وقدم أيضا أوراق بحث مختلفة وشارك في عدد كبير من المؤتمرات والحلقات الدراسية وحلقات العمل الدولية ونشر أكثر من ستين مقال في المطبوعات اليومية فضلا عن ورقات بحث إلكترونية تغطي طائفة واسعة من المواضيع والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .

وسائل التواصل الاجتماعي

ikursany@bhuth.ae