نشر مركز بحوث، وهو مركز متخصص بالسياسات العامة في دبي، نتائج ورشة عمل أقامها المركز ونظرت في آفاق التنمية لمرحلة ما بعد الصراع في اليمن.
التقرير الذي نشر باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان "اليمن من جديد.. تخيل آفاق التطوير" يسلط الضوء على المناقشات التي أجراها 28 خبيرا من اليمن والخليج حول إمكانيات التنمية طويلة المدى لليمن ودعائم الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي وقد تضمن 12 مقترحا لصانعي السياسات في اليمن في الوقت الذي بدأ فيه اليمنيين بالنظر إلى المستقبل.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة هيفاء المعشي، مدير ادارة الشؤون الجيوستراتيجية في بحوث، ان نقاشات ورشة العمل ركزت على للتحديات الرئيسية التي تواجه اليمن في مرحلة ما بعد الصراع, وأن نتائج التقرير نظرت إلى المجالات التي يمكن ان تعزز التنمية كأداة لتحقيق الاستقرار. ويطرح التقرير أطر تنمية محتملة لليمن في نطاق التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ففي اطار التنمية السياسية يسلط التقرير الضوء على التحديات والفرص التي ستنشأ في حال تحولت اليمن إلى نظام فيدرالي. ويشير التقرير أيضا إلى العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على الخريطة السياسية في اليمن بعد النزاع.
وعلى نطاق التنمية الاقتصادية يقترح التقرير النظر في مفهوم "الاقتصاد التشاركي" كإطار أساسي للتنمية الاقتصادية الشاملة. وأوضحت نتائج ورشة العمل مستقبل العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع ورصد مزايا التنافسية الاستراتيجية في اليمن التي يمكن البناء عليها كأساس لاستدامة التنمية الاقتصادية وربطها بالملفات الرئيسية للمنطقة ومنها ملفات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي واقتصاد المعرفة. ويدعو التقرير إلى تأسيس المجلس الاقتصادي الذي يجمع بين واضعي السياسات ومجتمع رجال الأعمال اليمنيين وقادة المجتمع معا في عملية صنع السياسات الاقتصادية وذلك كجزء من تطوير جهود التنمية الاقتصادي بشكل يجمع بين جهود القطاع العام والخاص والمجتمعي.
وعلى صعيد التنمية الاجتماعية، ينظر التقرير الى آفاق تطور عقد اجتماعي جديد في اليمن لاسيما في إطار الخروج من شكل الدولة المركزية إضافة إلى تحديات الصراع والتحول للفيدرالية على الهوية الوطنية الجامعة وأسس الشرعية الأخلاقية التي تستند عليها العلاقة بين الفرد والدولة وكيف يمكن تجاوز تأثير الصراع على التماسك الاجتماعي والاستقرار.
كما تطرق التقرير الى القيم الاجتماعية، التي شوهت وانحرفت أثناء هذه الصراعات بسبب فشل الجهود التنموية، ويتطرق التقرير ايضا الى الدور الايجابي الذي يمكن لوسائل الإعلام والمجتمع المدني ان يلعبه في دعم التنمية المجتمعية في نطاقاتها المختلفة.
التقرير هو الجزء الاول من سلسلة تقارير خبراء يجري تطويرها من قبل برنامج اليمن في مركز بحوث. حيث يستمر برنامج "اليمن من جديد" بمراقبة الوضع في اليمن لتقديم الرؤى والفهم المتعمق من أجل النظر بشكل فعال لفرص السلام والتنمية المستدامين.